٢١.١٢.٣٥

ناجون

نحن أحياء هذا الصباح.. هنا لم نزلْ
قد بكينا طويلاً
طوالَ الظلامِ
على من بكى
وعلى من قُتِلْ
وكنّا على ثقةٍ:
ليس أقسى علينا من اليأس إلاّ الأملْ!

نحن أحياءُ
أحزاننا لا تُرى في المرايا
وأسماؤنا خسرتْ مقطعينِ
وأرواحُ من حلموا أنهم بيننا
من ثلاثِ ليالٍ هنالكَ واقفة تنتظرنا
على طرَف الرِّيح فوق الجبلْ

تلك ليلتُنا الألف والبَعْدُ ألفٍ
وما بعدها ألفُ ليل وليلْ
الحديقةُ طارتْ إلى السّطح
والسّطح طارَ إلى ملعب الحيِّ
والحيُّ والملعبُ انتشرا في الرّماد رمادًا
ومرَّ الرُّسلْ
يسألون القتيلَ وقاتلَهُ: أهْوَ يوم القيامةِ؟!
هل صالح الذئب، في آخر الأمر، عُنْق الحَمَلْ؟!
ها هي الشمسُ..
ها قمرٌ قد تأخَّرَ
ها طرقاتُ النجاةِ التي امتلأتْ بالرّكام ووحْل الخجلْ
كل حرب سنخرجُ منها أقلْ
كل سلْم سنخرجُ منه أقلْ
كل سجنٍ ومدرسةٍ
كلّ حلمٍٍ
وكلّ طريق يؤدي إلينا
وكل طريق يؤدي إليهمْ
وكل شتاء وقمح.. وسَهْلْ

نحن أحياء هذا الصباح.. هنا لم'نزلْ
بكينا طويلا..
طوال الظلام
على من بكى
وعلى من قُتِلْ
وكنا على ثقةٍ:
ليس أقسى علينا من اليأس إلاّ الأملْ!

ابراهيم نصر الله

حكاية عباس


عباس وراء المتراس،
يقظ منتبه حساس،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه،
بلع السارق ضفة،
قلب عباس القرطاس،
ضرب الأخماس بأسداس،
بقيت ضفة
لملم عباس ذخيرته والمتراس،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته،
أصبح ضيفه
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ؛
صرخت زوجة عباس:
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني ياعباس،
أبناؤك قتلى، عباس،
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
زوجته تغتاب الناس
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا،
قلب عباس القرطاس ، ضربالأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد،
فلمن تصقل سيفك ياعباس؟
وقت الشدة
إذا، اصقل سيفك ياعباس
عباس يستخدم تكتيكاً جديداً
عباس شد المخصرة
ودس فيها خنجره
واستعد للجولة المنتظرة
اللص دق بابه
اللص هدّ بابه
وعابه وانتهره
يا ثور أين البقرةْ؟
عباس دس كفه في المخصرة
 واستل منها خنجره
وصاح في شجاعة:
في الغرفة المجاورة
اللص خط حوله دائرة
وأنذره
إياك أن تُجاز هذي الدائرةْ
علا خوار البقرة
خفت خوار البقرة
خار خوار البقرة
ومضى اللص بعدما قضى لديها وطره
وصوت عباس يدوي خلفه
فلتسقط المؤامرة
فلتسقط المؤامرة
- عباس:
والخنجر ما حاجته؟
- ينفعنا عند الظروف القاهرة
- وغارة اللص؟
- قطعت دابره
ألم تشاهدوني وقد غافلته
واجتزتُ خط الدائرة!!
واجتزتُ خط الدائرة!!

أحمد مطر

١٢.٥.٣٢

بلاد في المنفى

لأنّ بــلادي الـحـبيبة  = فــي مـرتباها غـريبة


لأنـهـا وهـي مـلأى =  بالخصب … غير خصيبة


لأنـهـا وهـي حـبلى =  بـالري عـطشى جديبة


جـاعت ومـدت يـديها  = إلـى الأكـفّ الـمريبة


ثــمّ ارتـمت كـعجوز  = مـن قـبل بـدء الشبيبة


تـنسى الـمصير ويأتي =  مـصيرها فـي حـقيبة


لأنّ دار أبــيــهــا   = لـهـا مـنـاف رهـيبة

عبد الله البردوني