٢٤.١.٢٨

البكاء الأبيض


كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين !
لم يكن عندي خدين .
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين .
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين .
كان رغم الخفض مرفوع الجبين .
غير أني، فجأة،
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين !
قلت :ماذا يا أبي؟ !
رد بصوت لا يبين :
ولدي ..مات أمير المؤمنين .
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي :
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟ !
كيف يبكيه أبي، الآن،
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟ !
**
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين .
كنت طفلاً ..
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين !

أحمد مطر

ليست هناك تعليقات: