٢٣.٢.٢٨

في الليل

لا مشفقٌ حولي ولا إشفاق== إلا المنى والكوخ والإخفاق

البرد والكوخ المسجى والهوا== حولي وقلبي والجراح رفاق

وهنا الدجى يسطو على كوخي كما == يسطو على المستضعف العملاق

فلمن هنا أصغي ؟ وكيف ؟ وما هنا == إلا أنا ، والصمت ، والإطراق

أغفى الوجود ونام سُمّار الدجى == إلا أنا والشعرُ والأشواق

وحدي هنا في الليل ترتجف المنى == حولي ويرتعش الجوى الخفّاق

وهنا وراء الكوخ بستانٌ ذوت == أغصانه وتهاوت الأوراق

فكأنه نعشٌ يموج بصمته == حلم القبور ويعصف الإزهاق

نسي الربيع مكانه وتشاغلت == عنه الحياة وأجفل الإشراق

عريان يلتحف السكينة والدجى == وتئن تحت جذوعه الأعراق

والليل يرتجل الهموم فتشتكي == فيه الجراح وتصرخ الأعماق

والذكريات تكرّ فيه وتنثني == ويتيه فيه الحب والعشّاق

تتغازل الأشواق فيه وتلتقي == ويضمّ أعطاف الغرام عناق

والناس تحت الليل : هذا ليلُه == وصلٌ وهذا لوعةٌ وفراق

والحب مثل العيش : هذا عيشه == ترف وهذا الجوع والإملاق

في الناس من أرزاقه الآلاف أو == أعلى وقوم مالهم أرزاق

هذا أخي يروي وأظمأ ليس لي == في النهر لا حقّ ولا استحقاق


عبد الله البردوني

هناك تعليق واحد:

عــلاء ســالـــم يقول...

السلام عليكم

تشرفت بالمرور على مدونتك الجميله

إختيارك لهذه القصيده إختيار موفق
وكل عام وانتي بخير